وُلدت بلدة وادي شحرور من رحم التاريخ من العهد الفينيقي بدليل بقايا الآثار الموجودة في حارة الفغالية وقرب كنيسة مار يوحنا الارثوذكسية . فجذورها ما زالت عالقة في التراب العتيق العابق برائحة الورد والبخور . تمتاز طبيعتها بسحر خلّاب يسكر النظر . أشجار السنديان والصنوبر تستقبل زائريها بشموخ وإباء . ينابيعها عذبة صافية تروي بساتين الجنارك والخوخ والحمضيات . زقزقات الشحارير الشادية التي تصدح في جنبات واديها تدغدغ الآذان ، وبحّات دفوف شعرائها تشدو وتملأ الأصداء .

اسمها وحدودها

في الكتب تعود تسمية وادي شحرور الى جذر ساميّ مشترك هو " شحر " ويعني السواد والظلمة والعتمة . وثمّة من يقول إنّه يعود الى " مشحرر" المشتقة من " حرر " ومعناها : أعتق . أمّا على لسان أهل البلدة ، فيقال إنّ الاسم يعود الى كثرة عصافير الشحرور في الوادي . وتيمّناً بهذا الاسم أطلق على أسعد الخوري الفغالي الشاعر النابغة لقب " شحرور الوادي " وعلى جانيت جورج الفغالي " صباح " لقب شحرورة الوادي . تقع وادي شحرور في قضاء بعبدا في المتن الجنوبيّ التابع لمحافظة جبل لبنان . ويحدّها من الشرق : بلدات بدادون وحومال وبليبل . ومن الغرب : كفرشيما وبطشاي – المرداشة ومن الشمال : بسوس وحارة الست . أمّا من الجنوب : فتحدّها بليبل وبسابا . ترتفع الوادي عن سطح البحر بين 140 و240 متراّ . وتبلغ مساحتها حوالي 3 ملايين متر مربع . وهي رغم قربها من الساحل ومساحتها الكبيرة ما تزال محافظة على طابعها القرويّ نظراً الى تمسّك اهلها بعاداتهم وتقاليدهم ال عريقة .